النص عبارة عن حوارية بين عاشقةٍ وعاشقها، يستلهم أجواء الملحمة الكردية سيامند وخَجه Siyamend û Xecê بل "نشيد الأناشيد" ذاته، جرى الانتهاء من صياغته في صيف 1994بدمشق. وقد أبقيت النّص على حاله دون تغيير يُذكر سوى العنوان.

 

«قُلْتُ: دعِ الوعل يمرُّ يا سيامندو، 

دعْهُ يتعقُّبُ أنثاهُ 

ولا ترمني بالغياب...»

 أغنية كردية

 

 

على حافة الشّوق تبوحُ العَاشقة:
لا رسائلَ تصلُ، لا رسائلَ تُملي صوتَكَ مساءاتِ قهوة، لا رسائلَ تبوحُ اتكَاءَك قمراً. قلتُ:

قد أتْلفني الغيابُ يا ظالمُ، فهل مزَّقكَ الحنينُ؟

يداي فسحةُ عشبٍ آخر الأصيل، وشفتاي عنبُ أيلول،

درَّاقة أول الصيف أنا، فكيف تصبُّـني عسلاً على رغيفِ اللّيل

وتمضي؟

كيف؟

كيف سأكتمُ عنكَ صبّارَ دمي؟


II

لا نداءَ يقودُني إليكِ؛

قد أتعبني الكلامُ، فأسنديني بحرير صوتكِ قليلاً، أنعشيني بنبيذِ فمكِ

أَوْقدي في عتمة الروح ما يُضيئني إليكِ.

نايٌّ مجيئكِ وهذا القدوم «أوان الأغاني»

وهذا الأنين غزالُ الكلام.



III 

ها أنا

كأني أستقرىءُ هسيسَ خُطاكْ.

أقرأ شرودكَ في عبثِ الهواءِ حرائقْ، وأُفاجِىءُ دهشةَ العشب بوردةِ يديكْ.

لكَ أن تأتي وتختارَ من اللوز ما تختارُ.

لنا أغانٍ مخبأةٌ في دفتر الماءِ، سريرٌ من رذاذِ الحلم لنا،

ولَكَ أجملُ وردةٍ على حافةِ الحقلِ تَلسَعُني، فاسْرِدْ رغبتي على أصابع اللّيل،

وَبُحْ بخصري طيشَ يديكْ

لكَ أن تأتي وتخطفَ من سريرِ الحُلم فضائي:

نجمةٌ لي،

نجمتان لك، وأخرى لهذا المدى المتسكّع على تخوم الصَّدى.


IV 

مابيننا

أشياءُ وأشياءْ:

كلامٌ يهمسُ ريحاناً ويمامْ، قصائدُ من أقصى الحنين، أمكنةٌ تَبُوحُ بنا،

وليالٍ تفرُّ مني وتختبىءُ في شعرِكِ، ريحٌ تحتفل بنا. والريحُ فاكهةُ الجهات،

كم تسافرُ بعيداً أعلى المدى،

وتنثرُكِ

نعناعاً

في شرفة النَّدى.


V

إلى أينَ تَخْطِفُكَ منّي غزالةُ الذِّكرى،

إلى متى يَنْهَضُ على أنينكَ نايُّ البعيدِ،

وَيَرْتَبِكُ المساءُ في غيابِكْ. ها أنا في ممرّ الدَّمع،

أناديكَ مِلءَ الهديل:

تبَّاً لِأشجارِكَ لا ترشُّ يماماً في قدومي.

قُلتُ: دع الدُّروبَ تتكىءُ على حائط الرّحيل

وامتحنْ خُطاكَ في أثري، غزالةٌ من أقصى البراري أندلعُ أنا، وأُ توِّجُ خطاكَ بالخديعةِ.

يا غافلُ،

مَا لكْ؟

أكلما اختبأتُ بمرح الهواء عنكَ، تغمضُ جَسَدَكَ وتمضي؟

ما لكْ...؟


VI

أهزُّ

شجرَ الكلام لِأُكيدَ للفجاءة بـ«مكائدَ الرّيح».

وأغني مجيئكِ يا «لوزَ المساء» غبطةَ الدروبِ حين يفاجئُكِ الرحيلُ.

يداهمني بنفسجُ الشوقِ فأرسمُ خصرَكِ أنينَ نهرٍ وكلامَكِ هديلْ.

يداكِ أهدابُ ريحٍ في الفجر تسيل،

نوافذُ ذِكرياتٍ

وأناشيد للنَّهار

لكن شعرَكِ أسرابُ عصافيرَ تَسرُدُ شرودَ الحقولِ، فتشبُّ بلادٌ من الذُّهول خلفي.

طرقٌ تحيطُني، وكلُّ طريق إليكِ يبعثرني.


VII 

لقاؤكَ،

ويَفْقِدُنِي الكلامُ؛

ألامسُ يَدَكَ، فتهبُّ وعولٌ من خاصرتي.

اتركني أهربُ منكَ، من دمي، من موجةٍ تَفْضَحُ أسرار خصري.

امضِ من ههنا، لأهربَ إليكَ من حنيني، من ورود الشرفة عنكَ وهي تسألني.

أرجوك:

اِخل سبيلي من نعناع نشيدِكَ، من حرير ظلالكَ، أو اجذبني إليكَ لأتبدّدَ صرخةً

في ندائك، دعني أهربُ منكَ إليكَ.

دعني

خاتماً على خصركَ لأضيءَ لهاثكَ جياداً تَخِرُّ في عسلي...!!!


VIII 

مُحاصَراً بطيور يديكِ

إلهي، أين المفرُّ

من فضةٍ تسيل في دهشتي

يالطراوة المساء

آهٍ

من أنين الليل..........!!!

دمشق / صيف 1994

مواضيع أخرى ربما تعجبكم

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

الاشتراك في نشرتنا البريدية